خلفيه

شبكة الضيافة - d1d.net

الخميس، ٢٩ نوفمبر ٢٠٠٧

نشأة بورسعيد



أما مدينة بورسعيد فنشأت نشأة غريبة خلاف تلك الحضارات فعندما وطأت قدما ( فرديناند دي ليسبس ) أرض تلك المنطقة في 25 أبريل 1859 لم يكن فيها أي مقومات للحياة فقد كانت عبارة عن أرض صحراوية جرداء منخفضة عن سطح البحر تغمرها المياه في زمن الفيضان ، وتحدي الإنسان الطبيعة فقام دي ليسبس باستجلاب مياه الشرب من المناطق القريبة سواء من دمياط أو من المطرية ولكنها لم تسد حاجة العمل ، وبتقدم الزمن وصلت المياه لبورسعيد بعد توصيل أنابيب ذات قطر واسع لنقل المياه من ترعة العباسة ، وانتهت مشكلة المياه للأبد بعد حفر قناة المياه العذبة واعتبر شقها حدثا تاريخيا عند أهل بورسعيد لا يقل عن حدث شق قناة السويس .

وكانت بورسعيد في عزلة عن العالم المحيط بها لعدم وجود طرق معبدة ، وخلال حفر قناة السويس تحملت الشركة تكاليف تعبيد الطريق الموازي للقناة ، كما أفتتح الخديوي عباس أول خط حديدي يربط بورسعيد بالإسماعيلية في 3 ديسمبر 1893 .

وبدأ العمران يتغير فبعد أن كانت الخيام هي وسيلة الإعاشة للعمال والمهندسين استبدلها دي ليسبس بأكواخ خشبية ، كما تم الاستفادة من ناتج الحفر فتم ردم أرض المدينة لتغطية المياه الراكدة ، كما أقام حاجز رملي علي هيئة سد عند الحد الشمالي للمدينة المطل علي البحر لصد الأمواج ، وقد أطلق علي الرصيف اسم الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث .

كما بدأت الخريطة السكانية للمدينة تتغير فبعد أن كانت هناك تجمعات عمالية إحداها للمصريين والأخرى للأجانب تحولت إلى حي الإفرنج يفصله عن قرية العرب في الغرب قطعة أرض فضاء ، وقد تم تقسيم المدينة رسميا إلى قسمين ( الإفرنج والعرب 1867 ) وعرف الفاصل فيما بعد بشارع محمد علي .

وقد ظهر في أقصي الغرب من المدينة حي المناخ ، وترجع تسميته إلى اناخة الإبل حيث كان الحي مكان لوصول قوافل الإبل المحملة بالمواد الغذائية والمياه القادمة من دمياط .

وقد يبدو للكثير أن حي المناخ هو أقدم أحياء بورسعيد بينما الحقيقة أن حي الإفرنج نواة المدينة يليه حي العرب ثم المناخ .

وفي أقصي الجنوب ظهر حي القابوطي وهو تجمع للصيادين وترجع تسميته إلى وجود شيخ يدعي الشيخ الخربوطي وان كانت المراجع الأجنبية تعزي تلك التسمية إلى الكلمة الإنجليزية ( CAP-BOAT )

وكان أول محافظ لبورسعيد هو إسماعيل حمدي حيث أنشأ الخديوي إسماعيل محافظة القنال في مارس 1863 ، كما كانت شركة قناة السويس المسيطرة علي إيجار وتمليك الأراضي في أول عهد المدينة .

وبعد الانتهاء من حفر قناة السويس وافتتاحها في 17 نوفمبر 1869 بدأ وضع الاستقرار السكاني في المدينة ، وبدء العمال سواء مصريين أو أجانب في إحضار أسرهم من أوطانهم الأصلية ، وكان المجتمع البورسعيدي ( السكاني ) مجتمعا غريبا نظرا لتوافد أناس من كل جنس ولون ، وكان لكل منهم طابعه الخاص المتميز ، فقسم الحي الواحد إلى عدة أحياء صغيرة كان يطلق عليها لفظ حارة تقطنها جالية معينة أو أبناء وطن واحد أو حزمة واحدة .

وبالرجوع لتعداد السكان الرسمي لمصر 1882 نجد أن مدينة بورسعيد قد ظهرت لأول مرة مع باقي المدن المصرية بمجموع سكان 17.58 نسمة وكان نصيب الأجانب من هذا المجموع يمثل 2937 نسمة بما يوازي 17% من إجمالي سكان بورسعيد بين يوناني ، إيطالي ، بريطاني ، فرنسي ، تركي ، وكان وكلاء القناصل هم ممثلو الجنسيات الأجنبية .

وكانت الجالية اليونانية هي اكبر الجاليات الأجنبية في بورسعيد حيث بدأ تشغيل عمال أوروبيين في حفر القناة بعد أن ألغي الخديوي إسماعيل السخرة ، وقد وصل إلى مناطق الحفر خمسة آلاف عامل يوناني أغلبهم من جزيرة كاسوس ( أطلق عليهم الكاشوتية ) وبعد افتتاح القناة عاد أغلب هؤلاء لوطنهم الأصلي ، أما من بقي منهم فقد أحضروا عائلاتهم من أوطانهم الأصلية ، وأصبحت جميع تجارة التجزئة في بورسعيد في يد اليونانيين الذين أقاموا أول سوق تجاري بشارع القسطنطينية ( الجيش حاليا) .

أما الجالية الإيطالية فكانت تعتبر الجالية الثانية من حيث كثافة السكان في بورسعيد ، وقد وصل أغلب أفرادها بعد افتتاح القناة وسيطرت علي الحركة الفندقية كما اشتهروا بامتلاك البارات والمطاعم ومحال الحلويات وكانت لهم مؤسساتهم الثقافية ( الكازا دي إيطاليا ) .

أما الجالية البريطانية فقد ظهر تأثيرها جليا بعد شراء بريطانيا نسبة كبيرة من أسهم قناة السويس ، وزاد بعد احتلال إنجلترا لمصر عام 1882 ، وتملكوا الشركات الملاحية وشركات الفحم وتمركزت في أيديهم الأعمال المصرفية .

أما الجالية الفرنسية وصل أفرادها بصحبة دي ليسبس ، وتمركزت التجارة في أيديهم أيام الحفر ، وأثروا ثراء فاحشا ، وبعد افتتاح القناة أنشأوا الشركات الملاحية وأمتد النشاط الفرنسي إلى الأعمال المصرفية ، وكان أفردها يمثلون الطبقة الأرستقراطية بين الجاليات نظرا لنفوذهم في شركة قناة السويس ، وكان عيد قيام الجمهورية الفرنسية من أهم احتفالاتهم ، وكان يفوق الوصف لدرجة أن سكان المناطق المحيطة ببورسعيد كانوا يحضرون لها للاستمتاع بمباهج هذا الاحتفال .

أما قرية العرب أو حي العرب الذي كان يقطنه أبناء مصر فكانت مساكنه في غاية البساطة ، مبنية من الخشب ، وليس به الا شارعين عبارة عن امتداد لشارعي دي ليسبس ( سعد زغلول حاليا ) وأوجيني ( صفية زغلول حاليا ) أما حوانيت هذا الحي فصغيرة تكاد تكون خاوية من البضائع الهامة حيث يعرض فيها البضائع البسيطة كما يكثر في هذا الحي عربات الكارو التي تعرض فوقها المأكولات الشعبية ويكثر صياح الباعة وندائهم علي بضائعهم وكانت قرية العرب خالية من وسائل التسلية إلا من بعض القهاوي الشعبية وكانت التجمعات السكانية في هذا الحي مقسمة حسب مناطق توافد أبناء مصر من أوطانهم الأصلية فنجد تجمع الصعايدة كل حسب محافظته كأبناء قنا وسوهاج وأسوان ، وأشهرهم أبناء النوبة وكانت لهم جمعية الإحسان النوبية ، كذا بالنسبة لأبناء الدلتا كأبناء دمياط والمطرية والدقهلية والغربية وأشهر هؤلاء الشراقوة أبناء الشرقية التي لعبت دورا هاما في الإمداد والتموين في زمن الحفر وتحول هذا التجمع إلى شارع عرف بشارع الشرقية .

وكان لكل حارة شيخ خاص بها مسئول مسئولية كاملة عن جميع من يقطن داخل حارته أمام جهات الإدارة ، ويرأس شيوخ الحاران شيخ واحد يطلق عليه ( شيخ قرية العرب ) وكانت له الكلمة العليا والنفوذ الأكبر ، وكان بمثابة القاضي والحاكم وكان غالبا من رجال الدين وهم صفوة المجتمع في ذلك الوقت ومشمولين باحترام الجميع هذا ويضاف أن حي العرب كان يضم تجمعات سكانية حسب الحرف كالسقاءين والصيادين والفلايكية والفحامة ، وكان لكل حرفة شيخ يتولي الدفاع عن حقوق أفرادها ، وكان ينتخب فيما بينهم حسب كبر سنه وخبرته وقوة شخصيته .

هناك تعليقان (٢):

tar7elba7r يقول...

الله عليك يا معلم
جامده اوى اوى اوى

محمد السلامونى يقول...

والله انتا الى جامد يا ابن بلدى يا صاحبى